تقع مدينة حلب شمال سوريا ، و هي إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم ، تعاقبت عليها الحضارات الحثية والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية ، وبرزت أهميتها في العصر العباسي عاصمة للدولة الحمدانية ، وتنامت أهميتها في العصر العثماني حتى صارت ثالث أهم مدينة في الإمبراطورية العثمانية بعد الأستانة والقاهرة .
بدأت مكانة حلب بالتراجع بعد انهيار الدولة العثمانية بسبب انفصالها عن الأناضول الذي كانت تعتمد عليه تجارياً واقتصاديا ، ولاسيما المدن التي كانت تابعة لولايتها تاريخياً كعينتاب ومرعش وأضنة ومرسين ، التي ضمها كمال أتاتورك إلى تركيا في مطلع العشرينيات ، مما أدى إلى كساد وتدهور اقتصادها ، كما أن انفصال سورية عن العراق بفعل اتفاقية سايكس بيكو أساء إلى تجارتها أيضاً ، وأدى إلى تراجع دورها الاقتصادي والتاريخي ، وتفاقم تدهور اقتصادها بعد استيلاء أتاتورك على لواء الإسكندرون في أواخر الثلاثينات، حيث أن الإسكندرون كانت الميناء الذي كانت حلب تتنفس منه ورئتها إلى عالم البحر الأبيض المتوسط .
عادت حلب لتمارس دورها التاريخي بعد حصول سورية على استقلالها عام 1946 ، فانتعش اقتصادها مجدداً ، وشهدت نهضة عمرانية واسعة بعد قيام الحركة التصحيحية عام 1970 .
تشتهر حلب بأوابدها التاريخية العديدة مثل قلعتها وأبوابها ومساجدها وكنائسها وصناعاتها التقليدية وتعتبر أسواقها القديمة من أعرق أسواق الشرق ، ونظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية التي تتمتع بها فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية هامة لاحتوائها على أكثر من 150 أثرًا تمثل مختلف الحضارات التي تعاقبت عليها في العصور كافة .
سجلت حلب عام 1986 بالسجلات الأثرية لمنظمة اليونسكو ووضعت إشارة على صحائفها العقارية تثبيتاً لعدم جواز هدمها أو تغيير معالمها أو مواصفاتها حتى من قبل بلديتها إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأثرية العالمية وسجلت على لائحة التراث العالمي.
|